Monday, April 20, 2015

الكنيسة الحقيقية: مجتمع المسيح الجديد

بدأت الكنيسة عندما دعي الرب يسوع المسيح تلاميذه وعلمهم أن يتبعوه ويخدموه سوياً.  دعاهم معاً ليكونوا أساس "إسرائيل الجديدة" التي تأسست هي الأخرى عن طريق الأسباط الاثني عشر.
ثم بدأ في تشكيلهم روحيا ليكونوا مؤهلين لخدمته. علمهم بالكلمة وبالفعل أن:

a.     أن يحبوا بعضهم البعض كما أحبهم هو (يوحنا 13)
b.     أن يخدموا بعضهم البعض حتى بغسل الأرجل (يوحنا 13)
c.      الا يتسلطوا على بعض بل يتواضعون ويقبلون ترتيباته هو (متى 20: 20-28)
d.     أن يغفروا لبعضهم البعض بلا حدود (متى 18: 15-35)
e.     الا يتصيدوا أخطاء بعضهم البعض بروح النفاق (متى 7: 1-5) بل يعالجوها بالمحبة (متى 18: 15-20)
f.       أن يصلوا ويتعبدوا معاً
                                                              i.      لاحظ صيغة الجمع في الصلاة الربانية "أبانا"
                                                            ii.      احتفلوا بالفصح معاً ورنموا (متى 26: 26-30)
g.     أن محور علاقتهم ببعض ليس في أي اعتبار عرقي أو اجتماعي أو اقتصادي بل في شخصه هو (متى 18: 20)

فكون المسيح الكنيسة وأعطاها القوة ("التفعيل") عندما أرسل لها الروح القدس بعد الصعود (أعمال 2) وهو يبنيها الآن تدريجياً لأنها جسده الروحي المرتبط به كرأس وببعضه البعض (رومية 12: 5).  هذا الجسد حي ومنتشر في كل العالم من وقت المسيح على الأرض وينمو الآن بقوة الروح القدس إلى أن يستعلن عند مجيء المسيح الثاني. 
الكنيسة كيان روحي جديد في العالم.  كانت إسرائيل مثال ضعيف له لكن الكنيسة تختلف عن شعب إسرائيل القديم في عدة أمور هامة ومحورية:
إسرائيل في العهد القديم
كنيسة الرب يسوع المسيح
كانت لليهود فقط
تشمل كل الشعوب
كانت عبادتها متمركزة في مكان واحد
تعبد الآب بالروح والحق في كل مكان
كانت نور للأمم لكنها لم تذهب لهم
هي نور للأمم مكلفة بالذهاب المستمر لهم
كانت تمتلك أرض كنعان
لا تمتلك أرض بل هي نفسها أورشليم السماوية
كان لديها جيش وأسلحة
حربنا وأسلحتنا روحية فقط
انتهت كأمة عندما رفضت المسيح
هي عروس المسيح للأبد

الكنيسة مجتمع إلهي جديد مقابل مجتمعات الأرض المختلفة. دعونا نقارن الإثنين:
مجتمعات الشعوب الحالية
الكنيسة مجتمع الله الجديد
مقسمة عرقياً وسياسياً منذ برج بابل
لها وحدة في المسيح والروح القدس (أفسس 4)
تقوم على مبدأ الصراع على السلطة والمال
تقوم على مبدأ المحبة والتواضع
تنهار عند المجيء الثاني للمسيح
تستمر إلى الأبد

يقول الإنجيل أننا لسنا من هذا العالم (يوحنا 17: 16). لذلك نحن ننتظر مدينة أفضل (عبرانيين 11: 13-16، 12: 14). هذه المدينة هي أورشليم السماوية مدينة الله التي هي الكنيسة (رؤية 21: 9-10).
صحيح أننا نهتم بمجتمعاتنا الحاضرة لأننا نعيش فيها مع أسرنا وأصدقاءنا وأيضاً مع ملايين من البشر.  نصلي من أجل المجتمعات ومن أجل قادتها ونبذل جهودنا حتى تكون عادلة ومستقرة ومتقدمة. لكن رجاؤنا ليس في هذه المجتمعات لأنها تحت سيطرة الشيطان ولن تتحول تدريجياً حتى تصبح ملكوت الله (1 يوحنا 2: 15-17، 5: 19).  مواطني ملكوت الله مأخوذون من المجتمعات البشرية لكنهم مجددون حتى يصيروا شعب الله إلى الأبد.

لا تحتاج الكنيسة المحلية إلى مباني وممتلكات إذ لم يمتلك المسيح وتلاميذه إلا الإنجيل وقوة الله.  اجتمع المؤمنون لمدة مئات السنين في البيوت أو في أي مكان متاح والكثيرون حول العالم يفعلون هذا إلى الآن (أعمال 2: 46، 16: 15، 34، 40، كولوسي 4: 15).   هناك خطورة للكنيسة في امتلاك الأرضي والأبنية للأسباب الآتية:

·        كثيراً ما يحدث صراع حول الممتلكات وإدارتها والاستفادة منها
·        أحيانا يساء استخدامها لصالح القادة أو بعض الأشخاص الآخرين
·        تستهلك جهود كبيرة في الإدارة والصيانة وقد تنسينا عملنا الحقيقي
·        بسهولة تصبح هدف لأعداء الإنجيل فتهاجم وأحياناً تدمر
·        بسهولة يتحول مفهوم هيكل الله الحي (بطرس الأولى 2: 4-8) لمفهوم مؤسسي قائم على الحجارة الهالكة والأموال الزائلة

لذلك كانت كنائس الرسل "بلا أسوار" فهذا سهل زرع الكنائس الجديدة في مختلف أنحاء العالم لأنهم لم يحتاجوا للأموال لاقتناء الأراضي وإقامة المباني.  لا يوجد دليل على وجود مبني كنسي حتى القرن الثالث.
في كل الأحوال تحتاج الكنيسة لقادة متواضعين ومؤهلين روحياً وكتابياً.  القسوس (أو الشيوخ) هم الرعاة والمعلمين.  انظر أعمال 20: 17-38، تيموثاوس الأولى 3: 1-7، بطرس الأولى 5: 1-4. 
الشمامسة هم رجال أو نساء مؤهلون روحياً لخدمة الاحتياجات العملية للكنيسة (أعمال 6: 1-8).
أما المبشرين فهم مدعوون للكرازة وزرع كنائس جديدة (أفسس 4: 11-16 عن جميع الأدوار القيادية).
لا يجوز أن يختار المؤمنين قادة بسبب مالهم أو شهرتهم أو مركزهم بل يجب أن يكونوا مدعوون من الروح القدس ومؤهلون بحسب تعليمات كلمة الله.

الكنيسة كمجتمع جديد هي واحدة روحياً في كل عصر وفي كل مكان لأن رأسها المسيح واحد.  وضع الله تنوعاً في جسد المسيح فنحن نكمل بعضنا بعض فكل منا نال مواهب خاصة لبنيان الجسد ككل وليس القادة فقط.  فالمواهب الروحية لم تعطى لنتباهى بها ولا هدفها الرئيسي بناء أنفسنا بل الآخرين.  على كل عضو في المجتمع الجديد أن يقوم بدوره لمجد المسيح وتقدم الكنيسة.  الكنيسة الصحية تشجع الجميع على الخدمة ولا تقوم على خدمة الراعي أو بعض القليلون معه.  فلو تعطل أي عدو تعطل الجسد كله ولو عمل كل الأعضاء نمى الجسد.  هذا تعليم العهد الجديد والخبرة العملية تؤكده. انظر 1 كورنثوس 12 وأفسس 4: 1-16.
نلخص ونقول إن الكنيسة الحقيقية موجودة لو توافر فيها:

1.     الإيمان والمحبة للرب وللآخرين
2.     تعليم الرسل الصحيح الذي يوافق الكتاب واجماع الكنيسة العامة
3.     قادة روحيون مؤهلون حسب الإنجيل
4.     ممارسة المعمودية باسم الآب والابن والروح القدس وكسر الخبز
5.     الكرازة بإنجيل المسيح


أسئلة للدراسة والنقاش:

1.     هل الكنيسة كيان أفضل من إسرائيل القديمة؟  اشرح اجابتك
2.     لماذا ربط الرب المؤمنين في كيان واحد ولم يدعونا أن نتبعه كأفراد فقط؟
3.     حدث ضعفاً كبيراً في المسيحية عندما تحالفت الكنائس مع الحكومة الرومانية؟ ترى لماذا؟
4.     هل هدف الكنيسة أن تسود المجتمعات؟ اشرح اجابتك
5.     كيف تنمو الكنيسة؟















No comments:

Post a Comment