Sunday, April 26, 2015

ماذا كلفنا المسيح به؟

ماذا كلفنا به السيد المسيح قبل عودته إلى الآب؟  هل كلفنا أن نؤمن به وننتظره فقط؟  أم أنه أوصانا بعمل ما؟  ما طبيعة هذا العمل؟  هل طلب منا نشر "شريعته" بالقوة؟  هل ترك لنا تعليمات واضحة؟  في الواقع سجل الإنجيل وصايا المسيح لتلاميذه أثناء الأربعين يوم التي أمضاها معهم بين القيامة والصعود إلى السماء.  لم يترك السيد الأمر غير واضح بل شرحه بأكثر من طريقة كما نرى في العهد الجديد.  دعونا ندرس تكليفه لنا بدقة والذي يُسمى "المأمورية العظمى" ففي هذا التكليف نرى هدف وجودنا الأساسي على الأرض وهدف عمل الله حتى النهاية. علينا نتذكر أن هذه هي كلماته الأخيرة وكما نعلم فتوصيات الوداع هي دائماً الأهم.

فلنبدأ بأقصر صيغة للمأمورية والتي نجدها في يوحنا 20: 21: "كما أرسلني الآب أرسلكم أنا".  جاء هذا التكليف في أول ظهور للمسيح لرسله المجتمعين في مساء يوم القيامة ومباشرة بعد تحية السلام وعرض يديه وجنبه لهم ليتأكدوا من هويته.  من هنا نرى ما كان على قلبه حينما قام من الأموات وكأنه يقول: "ها أنت قد صُلبت وقمت من أجل تحقيق خلاصكم وخلاص العالم. كان هذا هدف الآب حينما أرسلني والآن أنا أرسلكم لتكملة المهمة ونشر خبر ما فعلت.  أنتم مرسلين كما أنا!  أنتم امتداد لما بدأته!" ولأنه علم أن التكليف كبير نفخ عليهم وقال "اقبلوا الروح القدس" الذي بدونه لن يستطيعوا أن يقوموا بالعمل (يوحنا 20: 22).  فهموا معنى كلامه يوم حلول الروح القدس بعد خمسين يوم.  أما كلامه عن مغفرة خطايا الناس أو امساكها (يوحنا 20: 23) فهو يفهم في ضوء الصيغ الأخرى للمأمورية والمعنى أنه يعطيهم وكل شعبه سلطة نشر بشارة الغفران. 

نجد في كلامه في لوقا 24: 44-49 وفي أعمال 1: 4-8 (التي كتبها لوقا أيضاً) الآتي:

·        ربط إرساليته وارساليتنا بما جاء في العهد القديم (44-46) فما يكلفنا به جزء من هدف الله الكبير في التاريخ
·        وصف إرساليتنا على أنها "كرازة باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم" (ع 47) تؤكد مفهومنا ليوحنا 20: 23.
o       كلمة "كرازة" تعني "إعلان هام عن حدث معين" وقد تحمل فكرة الإعلان الملكي ("باسمه")
o       هنا تصريح واضح أن الكرازة يجب أن تتم بين جميع الأمم مبتدأ من أورشليم والتي ستشمل اليهودية والسامرة وأقاصي الأرض!
·        "أنتم شهود" (ع 48 وأع 1: 8) —على نهاية القرن الأول وبداية الثاني اكتسبت كلمة شاهد ("مارتوس") في المسيحية معنى "شهيد" أي أن الشاهد قد يصير شهيد ولديه الاستعداد أن يختم شهادته بدمه!
·        نجد وعد الروح القدس (شبيه بما ورد في يوحنا) الذي يسميه "موعد أبي" ويربطه بالقوة التي سينالونها بعد أيام قليلة في أورشليم (لوقا 24: 48-49, أعمال 1: 4-8).
·        إذا نجد لوقا يتحدث عن مراحل هامة في الإرسالية العظمى: مرحلة النبوة في العهد القديم ثم مرحلة آلام المسيح وقيامته ثم نوال القوة في الروح القدس ثم الكرازة العالمية التي يكلفنا بها.
أما في متى 28: 18-20 نجد الآتي:

·        مقدمة هامة للغاية في ع 18 "دُفع إلىَ كل سلطان في السماء وعلى الأرض".  والفعل "دُفع" فعل ماضي مبني للمجهول أي أنه يشير لحدث قد تم بواسطة فاعل آخر!   بناءً على شواهد مثل فيلبي 2: 9 يتضح أن هذا الفاعل هو الآب ومنح السلطة قد تم نتيجة إطاعة المسيح للآب حتى الموت.  السلطة هنا بالطبع لا تشير لسلطانه كابن الله الأزلي لكنها تشير لتمجيده كابن الإنسان، آدم الأخير المولود من نسل إبراهيم ونسل داود.  أي أن المسيح اكتسب سلطة ملكية كإنسان بسبب اطاعته وموته وهذا ما تؤكده شواهد كثيرة مثل دانيال 7: 13-14 ورؤية 5: 5.  هذه السلطة تؤكد انتصاره على الشيطان والخطية والموت والذي تكلمنا عنه في مقالات أخرى.
·        ما هي علاقة سلطة المسيح بالإرسالية؟  لها علاقة محورية وشاملة (لاحظ الفاء السببية في عدد 19 "فاذهبوا")
o       سلطة المسيح تُعلن في الرسالة نفسها كما نراها في أعمال 2 وكل كرازة الرسل في سفر الأعمال (أع 2: 24-36، 3: 15، 21، 26، 5: 30-32، 7: 56، 10: 40-43، 13: 32-39، 17: 31) أي أننا نعلن للناس أن المسيح أنتصر وقد ارتفع رباً على كل الخليقة.  هذا الإعلان هو من صميم الأخبار السارة كما نرى في الشواهد أعلاه من سفر الأعمال وفي رومية 10: 9 أي أن الله انتصر على الشر والشرير من خلال ابنه البار ولذلك يعلن الحرية والغفران لكل من يؤمن!
o       سلطة المسيح تعطيه حق أن يُرسل وأن يُطاع
o       سلطة المسيح تعطينا يقين أن الإرسالية ستنجح رغم كل التحديات والنكسات
o       قال ف. ف. بروس وكثير من المفسرين والعلماء أن سلطة يسوع المسيح الممجد هي محور العهد الجديد!!
·         الأمر المباشر الوحيد في متى 28: 18-20 هو "تلمذوا" وهو وصف شامل لمأموريتنا ويُفسر في ضوء ما قاله المسيح سابقاً عن التلمذة.   فالتلمذة ليست سلسلة دروس تُقدم للمؤمن الجديد (هذا هو المفهوم المعاصر للكلمة لكنه ليس معنى الكلمة في العهد الجديد).  نجد التلمذة الحقيقية في كلام المسيح في متى 11: 28-30 حيث يقول إنها تبدأ بالقدوم لشخصه وحمل نيره لإيجاد الراحة الحقيقية. يجب أن نربط متى 11 بمتى 28 لأن كلمة "تعلموا" في متى 11: 29 تأتي من نفس الكلمة اليونانية التي تأتي منها "تلمذوا" في متى 28: 19 وتعني "تتلمذوا" لي.  فعلينا أن نتتلمذ له وهكذا نتلمذ الآخرين. في أجزاء أخرى من تعاليمه أوضح المسيح أن تابعيته أي التلمذة له مكلفة للغاية لأنها تتطلب إنكار الذات (متى 16: 24-26).  من هنا نرى أن التلمذة تبدأ بالتوحل للمسيح وتنمو في تابعيته والخضوع له ولتعاليمه.  أي أن التلمذة الحقيقية ليست مرحلة من العمل لكنها وصف للعمل كله.
·        في متى 28: 19-20 يشرح الرب يسوع عمل التلمذة باسمين فاعل:
o       "عمدوهم..." أو بحسب الصيغة اليونانية "معمدين إياهم" أي أن عملنا يبدأ بالكرازة والمعمودية باسم الآب والابن والروح القدس.  المعمودية تفيد عدة أمور منها الانتماء.
o       "علموهم" أو بحسب اليوناني "معلمين إياهم أن يحفظوا كل ما أوصيتكم به" بما في ذلك التعاليم عن حمل النير والصليب وعن المحبة والتواضع والمأمورية العظمى نفسها!
o       فالمعمودية والتعليم العملي أجزاء من التلمذة أي أبعاد في التبعية الحقيقية
o       إذا لا نرى هنا 3 مراحل: تلمذة – معمودية – تعليم!! بل أن التلمذة تشمل الكرازة والمعمودية والتعليم.
o       إذا فالمأمورية لا تكتمل إلا إذا كرزنا وعمدنا وعلمنا المؤمنين أن يحفظوا كل ما أوصى به السيد ذاكرين أننا نحن أيضاً نتتلمذ في نفس الوقت!  فالكل يساعد على تلمذة الجميع! لذلك نرى أن مأمورية المسيح عمل متكامل لا يقوم به شخص واحد بل إنه يخلق الكنيسة ويسخرها للاستمرارية في العمل.  نلاحظ في سفر الأعمال أن الرسل فهموا المأمورية بهذه الطريقة فبشروا الناس وكانت النتيجة زرع الكنيسة التي في حضنها تمت المعمودية وتم التعليم والنمو ومنها انطلقت البشارة لأماكن أخرى لتمتد عملية التلمذة إلى أن يجئ المسيح.  لم يفصلوا أبدا الكرازة عن زرع الكنائس.
·        يختم المسيح "المأمورية العظمى" في متى 28: 20 بوعد معيته إلى انقضاء الدهر.  المسيح مع كنيسته المرسلة ليضمن نجاحها.  واضح من هذه الصيغة أن المأمورية العظمى سارية المفعول إلى نهاية التاريخ!
فهل نحن منشغلون بتكليف المسيح لنا؟  علينا أن نطلب نعمة حتى نطيعه ونعمل عمله من دافع المحبة والخضوع.  أيضا علينا أن نعمل معاً لكي نقوم بعمل كامل وليس بعمل مبطور فالكثيرون اليوم يكرزون لكنهم لا يتممون مطلب المأمورية العظمى.  صلي حتى تجد نفسك في كنيسة مرسلة تريد أن تطيع المسيح ولا تنشغل كثيراً بالمواصفات البشرية للكنيسة طالما فيها مواصفات الرب (انظر المقال عن الكنيسة).

نحن نعيش في عالم مضطرب وهناك أصوات عالية تضل الناس أكثر وتبعدهم عن الحق. هناك آلاف من المجموعات العرقية التي لم يذهب لها أحد إلى الآن وملايين من الناس لم تسمع.  أين صوت أخبار الله المفرحة؟  كيف نقول أننا مؤمنين به ولا نهتم بالذين لم يسمعوا عنه؟ علينا أن نعيش البشارة ونتكاتف لنشرها في كل مكان بحسب منهجية المسيح مخلص العالم الذي له كل المجد أمين.







Tuesday, April 21, 2015

لاهوت الكتاب المقدس: قصد الله من العهد القديم للجديد


المقدمة:
من أعظم الدلائل على وحي الكتاب المقدس وحدته العجيبة رغم تعدد الكتاب وتباعد الزمن بينهم.  يظهر الكتاب المقدس إله يعمل قصد مزهل عبر التاريخ البشري:  يخلق إنسان له حرية الاختيار ثم ينقذه والخليقة كلها من نتائج سوء قراره!   فالتاريخ قصة حب تبدأ بالخلق ثم السقوط ثم الاسترداد.  الهدف:  أن يسكن الله وسط أولاده ويكون المسيح بكراً بين أخوة كثيرين.  تبدأ القصة بالسماء الأولى والأرض الأولى وتنتهي بسماء جديدة وأرض جديدة.  هذه قصة الكتاب ومنها نستقي لاهوته.

قصة العهد القديم:

في تكوين 1-3 نرى تسلسلاً روحياً هاماً للغاية يلخص خطة الله ويرشدنا في فهم لاهوته: 

(1)  بركة إلهية على البشر تتمثل في خلقه على صورته وإعطاءه سلطة على أرض جيدة ومثمرة (تك 1: 26-31)—البركة نابعة من طبيعة إله محبة والإنسان مخلوق ليعمر الأرض ويعيش في شركة مع هذا الإله بارادته.  أخضع الله كل الأشئيات على الأرض تحت رجليه وبذلك عينه "ملك".

 (2) نكسة نتيجة عمل الشريرالحاقد على البركة (تك 3):  الكتاب فيما بعد يوضح أن الحية كانت أداة في يد الشيطان الذي هو ملاك تمرد عى الله بارادته الحرة بسبب كبرياءه.  هو اختار أن يقاوم الله وخطته ولذلك هاجم الإنسان.  سمح الله بهذه التجربة لأنه كان من الضروري أن إرادة الإنسان تختبر وأنه يثبت في علاقته مع الله وفي البر العملي. عصيان أبوينا أوقعهما تحت عبودية الشر والشرير وأتى بلعنة على الأرض (3: 17).  شوهت صورة الله في الإنسان وهكذا سيادته على الخليقة.

 (3) نصرة: وعد هدفه استرداد شعب الله للعلاقة السليمة مع الله ومع الآخر ومع الخليقة. هذا الاسترداد هو الخلاص الذي ينبع من محبة الله التي باركت الإنسان والتي لا تريد أن تسلمه للهلاك رغم قراره الشرير.  الخلاص يأخذ شكل العقاب على الشيطان-المتسبب الأول في النكسة-لاسترداد الإنسان والخليقة (تك 3: 15):

·       الخلاص سيأتي عن طريق "نسل المرأة"—أي كما هزم الشيطان الإنسان هكذا سيهزم عن طريق إنسان.  بالضرورة سيكون هذا الإنسان بار ليتمكن من الانتصار على الشيطان—تذكر أن الشيطان انتصر لأن الإنسان عصى.  الإنسان "الثاني" سيطيع حتى الموت.

·       لكن هزيمة الشيطان ستكون مكلفة "أنت تسحقين عقبه".  الشيطان سيعادي شعب الله ويحاربه ثم يحارب يسوع المسيح ويتسبب في قتله.  يستخدم الشيطان الأشرار عامة (قايين) وبالذات الحكام والقادة الدينيين المتحالفين معهم.

·       تك 3: 20-21 تؤكد قصد الله الخلاصي واستجابة آدم وحواء بالإيمان

التاريخ بعد آدم وحواء يظهر أن الله يريد أن يحقق هدفه الخلاصي تدريجيياً.  ظنت حواء أن قايين هو المخلص (تك 4: 1)!  لكنه كان من نسل الحية ولذلك قتل هابيل.  عاش المؤمنون في كل العصور في انتظار الموعد (قارن تك 5: 29) وكان يقاومهم الشرير في كل عصر من العصور ويحاول عرقلة إيمانهم وأيضاً الخطة الإلهية.  إلا أن الله سيد التاريخ ومصمم على تحقيق قصد المحبة ومباركة الإنسان رغم خطيته (تك 9: 1).

خطة الله للخلاص أو الاسترداد تتحقق تدريجياً في التاريخ ومن الملفت أنها تتم عن طريق تسلسل روحي شبيه بالذي رأيناه في تك 1-3:  بركة-نكسة-استرداد والذي يتكرر مرتان في التاريخ بعد آدم على نطاق واسع.  كل تكرار للتسلسل يدفع التاريخ إلى الأمام نحو الخلاص في يسوع المسيح.

التسلسل من إبراهيم إلى يشوع

1.     بركة (قارن 1: 28، 9: 1):  تتمثل في العهد الذي قطعه الله مع إبراهيم ونسله (تكوين 12: 1-3، 15: 1-18، 17: 1-14) ويشمل هذا العهد:
a.    علاقة مميزة بين الله ونسل إبراهيم (17: 7)
b.    أرض كنعان (17: 8) كصورة للأرض كلها التي ستعتق من عبودية الفساد (قارن رومية 8: 21)
c.     تكاثر نسل إبراهيم وارتباطه معاً كشعب وفيه تتبارك كل الأمم (12: 3)
d.    نسل المرأة سيأتي من نسله
e.    قبل إبراهيم الوعود بالإيمان فتبرر وعاش مع الله رغم ضيقاته (15: 6)
f.      كان الختان ("الطهارة") علامة هذه العلاقة العهدية وتشير إلى ختان القلب (17: 10-14)
g.    حقق الله بعض هذه الوعود في حياة إبراهيم، اسحاق ويعقوب واولاده

2.    النكسة: إلا أننا نرى نسل ابراهيم بعد ذلك مستعبد في مصر تحت سيطرة الفرعون الذي هو أداة في يد الشيطان.  أتت العبودية نتيجة عصيان بني يعقوب ومعاملتهم السيئة ليوسف وتدخل الله في تسخير شرهم للخير.

3.    النصرة:  تحققت عندما تمجد الرب في عقاب الفرعون وانقذ شعبه من يده من خلال الضربات العشر وعبور البحر وأعطائهم الأرض الموعودة لإبراهيم ونسله.

a.    هذا كان "فداءا" (خر 6: 6) مرحلياً يشير إلى الفداء الأعظم الذي يأتي في المسيح
b.    الخروج كان عقاب على العدو وخلاص للشعب في نفس الحدث!
c.     من خلاله حقق الله بعض وعوده لإبراهيم (تكاثر النسل، أرض الموعد)
d.    وقطع عهد الناموس مع شعب بني إسرائيل ليعطيهم حياة وعبادة متميزة عن باقي الشعوب

مع أن النصرة كانت حقيقية والبركة عظيمة إلا أن الشعب ضعف بسبب عدم وجود قائد روحي بعد موسى ويشوع وعدم وجود الهيكل وهذا يقودنا للتكرار الثاني للمنظومة.

التسلسل من داود إلى المسيح


1.    البركةتتمثل في العهد الذي قطعه الله مع داود (2 صم 7) الذي أضاف للبركة الممنوحة لإبراهيم ودفع القصد نحو يسوع المسيح.

a.    مسحه ملكاً على شعبه ليرعاهم ويحميهم من أعدائهم
b.    وعد أن نسله سيجلس على كرسيه للأبد....أي أن نسل المرأة سيأتي من نسله وينتصر على كل أعداء الشعب الذين هم أدوات في يد الشيطان (انتصاره على جليات صورة لذلك)
c.     وتحققت البركة في حياته بصورة مبدئية لكن بعد المعاناة (الصراع مع شاول وبيته)
d.    وامتد ملكه في عصر سليمان الذي بنى هيكل الرب (صورة للمسيح)
e.    "ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم"—الله كان يعمل في الشعب من خلال الابن والروح القدس

2.    النكسة:  الا أن عمل الشيطان سبب تراجعاً حتى أثناء حياة داود وسليمان
a.    وانقسم شعب الله إلى أمتين وضعف
b.    وزاد الشر في إسرائيل ويهوذا حتى سقطوا تحت الأعداء بسبب تعديهم على عهد الرب.  فسد القادة وخانوا الرب فأتي بالسبي الذي كان قد هدد به. رسالة الأنبياء الكبار والصغار تدور حول السبي الأشوري والبابلي بما في ذلك أسباب السبي وعواقبه.  وعد الرب على لسانهم بتحرير يأتي من خلال ملك ممسوح يأتي من نسل داود ويعيد الأمة للرب ويجمع الأمم معاً في عبادته.

3.    النصرة: لم تتحقق كاملة في العودة من السبي لأن الشعب بقى دون ملك ودون علاقة قوية مع الله ودون أن يكون بركة لكل الأمم.  أرسل الله ابن ابراهيم ابن داود (متى 1: 1) لكي يحقق الوعد الأصلي (تكوين 3: 15) وكل الوعود المنبثقة منه والتي قيلت لإبراهيم وداود ونسلهما.


قصة العهد الجديد:

a.    كما حقق الله النصرة الأولية على يد موسى وسيط العهد الأول ("القديم") حقق النصرة النهائية على يد يسوع وسيط العهد الجديد (عب 3: 1-6)
b.    العهد الجديد حل مجل العهد القديم (الموسوي) وهو تحقيق نهائي للعهد مع إبراهيم والعهد مع داود
c.     الكلمة صار جسداً (بشراً) وحل بيننا:  ولد من العذراء كنسل المرأة لكي يتحد بالجنس البشري ويقوم بأعماله الخلاصية من أجل شعبه
d.    حاول الشيطان قتل الطفل يسوع عن طريق هيرودس لكن نجاه الآب في مصر
e.    حل عليه الروح القدس في المعمودية وبعدها بدأ في تحرير الناس من المرض والموت وعبودية الشيطان.
f.      جربه الشيطان في البرية لكن انتصر يسوع عليه كما انتصر موسى على الفرعون وداود على أعدائه
g.    جائت هذه النصرة عن طريق طاعته الكاملة التي تقابل عصيان آدم (رو 5: 19، في 2: 8)
h.    آلامه تمثل المعاناة التي من خلالها انتصر على الشيطان (مثل موسى وداود)
                                                             i.       موته وقيامته "الخروج" النهائي (لو 9: 31)
                                                          ii.      نحن نخلص لأن الله دان الخطية والشيطان فيه (رو 8: 3، عب 2: 14)
                                                        iii.      ونتبرر ببره هو الذي يأتي لنا عن طريق الإيمان (تذكر تك 15: 6)
i.       من خلال قيامته وصعوده أرسل لنا الروح من الآب لكي نكون هيكله المقدس متحدين معه (وهذا هو القصد الأصلي من الخلق)
j.       وهكذا يعيد صورته فيها (رو 8: 29)
k.    وجعلنا أن نكون جسده الروحي (الكنيسة) وشهود له بين كل الأمم
l.       رسالة الكرازة هي أن "يسوع المسيح هو رب" وقد انتصر على الخطية والشيطان والموت
m. من خلال الكرازة تبنى الكنيسة التي هي عروسه أورشليم السماوية التي يؤسسها الآن ويحكم منها على السماء والأرض
n.    إلى أن يخضع كل أعدائه تحت قدميه (مز 110: 1) ويأتي ليجدد السماء والأرض عندئذ تصير ممالك العالم للرب ولمسيحه (رؤ 11: 15)
o.    في المجيء الثاني قيامة الأموات وطرح الشيطان وأعوانه في النار وهكذا سيكون حقق قصده وأنهى الخطية وآثارها من الألم والموت.
p.    فالنصرة (الملكوت) بدأت في القيامة، تمتد الآن وتكتمل عند مجيئه في المستقبل

نحن نعيش بين لحظة المجيء الأول واستكمال التاريخ في المجيء الثاني.  خلاصنا تحقق لكنه لم ينفذ كاملاً وهذا هو الرجاء الذي ننتظره ونعمل من أجله. تعالى يا رب يسوع.