Monday, April 20, 2015

ماذا حدث في السقوط؟


رأينا في المقال "كيف خُلقنا ولماذا؟" أن إله المحبة صنع البشرية لكي تحيا معه في وحدة المحبة وتعيش في انسجام مع نفسها ومع الطبيعة. تعليم الكتاب ككل يقود للفكرة أن الأرض والإنسان في البداية لم يكونا في الوضع النهائي الذي صُمما من أجله.  أحد الدلائل على ذلك أن الجنة نفسها -مقر للإنسان مع الله -كانت تحتاج إلى عمل وبالتالي كانت الأرض كلها منتظرة عمل الإنسان لكي تصل للغاية النهائية التي أرادها الخالق (تكوين 2: 15). لو كانت الأرض بجنتها في حالة كمال مطلق لما قال الله للإنسان: "أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها" (تكوين 1: 28).  هذه الوصية قيلت قبل السقوط وكان من المفترض أنها تتم بدون دخول الخطية للعالم.  رأينا في المقال عن الخلق أن الإنسان فهم الكائنات الأرضية وسماها وهو في حالة البراءة وهكذا بدأت عملية "التطوير" للخليقة.

خلق الله الإنسان بنفس المبدأ أي بطبيعة جيدة لكنها تحتاج للتطوير هي الأخرى من حيث العلم والنضج النفسي.  وكان لابد أن يتطور الإنسان روحياً أيضاً عن طريق التقرب إلى الله والخضوع المتنامي لمحبته.   فالخبرة العملية كانت ستقود الإنسان لأفاق أعلى من معرفة الخالق وعالمه الجميل.  هذا لأن الإنسان لم يخُلق في حالة فهم كامل لكنه كان في بداية رحلة اكتشاف واستيعاب لصفات الله وطبيعة الكون الذي وجد نفسه فيه.  كان يعرف الله وباقي الأمور بشكل مبدئي فقط.  ليفهم العالم كان لابد أن يقوم بدور الباحث والعالم ولكي ينمو في علاقته مع الله كان لابد أن يتخذ خطوات عملية تظهر اشتياقه وحبه وخضوعه لله.  هذا لأن الله صمم الإنسان ليكون كائن حر من الناحية الأدبية أي أنه أعطاه إرادة غير مقيدة ينبغي أن تُفعل بطريقة صحيحة لنمو علاقته مع الله والآخرين.  لو كان الإنسان مُسير لما تكلم الإنجيل عن شركة أو محبة حقيقية بين الطرفين.  من الهام جداً أن ندرك أن الله يريد منا أن نحبه طوعاً وإرادياً فلا تكون هذه المحبة نتيجة حتمية ضمنها هو في تصميمنا.
لو كان الإنسان استجاب لمحبة الله لكانت شركته مع الله وكيانه ككل تقدم إلى أن وصل لوضع أرقى.  دعونا نفكر في كلمات الرسول بولس في الرسالة الأولى لكورنثوس 15: 44ب-49:
يوجد جسم حيواني ويوجد جسم روحاني. 
هكذا مكتوب أيضا: "صار آدم الانسان الأول نفسا حية وآدم الأخير روحا محييًا".
لكن ليس الروحاني أولا بل الحيواني وبعد ذلك الروحاني. 
الإنسان الأول من الارض ترابي. الإنسان الثاني الرب من السماء. 
كما هو الترابي هكذا الترابيون أيضا. وكما هو السماوي هكذا السماويون أيضا. 
وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس ايضا صورة السماوي. 
الجسم "الحيواني" هو الجسم الطبيعي الذي صُمم ليعيش على الأرض في وضعها الأول.  أما الجسم "الروحاني" هو جسم مجيد مُصمم ليعيش في السماء الجديدة والأرض الجديدة.  لو كان أبوينا أطاعا الله للنهاية لكانا أخذا هذا الجسم الروحاني في الميعاد المناسب ومعه المجد بكل أبعاده!  بمعنى آخر لم تكن إرادة الله أن يبقيا في الحالة الأولية إلى الأبد.  إما أن ينميا في المحبة والطاعة فيتمجدا إما أن يحيدا عن ذلك فينالا الموت والفساد.
ضرورة الاختبار
من ثم كان لابد من طريقة يُحسم من خلالها ولاء الإنسان للرب إلهه.  هذه الوسيلة ستساعد الإنسان للوصول للنضج الروحي أو أنها ستقود لنتيجة عكسية.  الوصايا الإيجابية مثل "اثمروا وأكثروا" لم تمثل الاختبار المناسب.  فكان المطلوب امتحان يظهر خضوع هذا الكائن العظيم لخالق أعظم منه.  هذا لأن سعادة الإنسان والطبيعة كلها كانت مرتبطة بخضوعه لله الذي هو الأول والأخير الألف والياء.  كيف يحقق هدف وجوده إن لم يعترف أن الله هو النبع الأعلى لحياته ومعرفته؟  لذلك أوصاه الرب هكذا: "من جميع شجر الجنبة تأكل آكلاً، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت" (تكوين 2: 16).  كان له أن يأكل من كل الأشجار حتى شجرة الحياة لكن في نفس الوقت كان لابد أن يُعبر بطريقة عملية عن اعترافه أنه كائن محدود يعيش تحت سلطة الله في عالم منظم ومرتب. هذه المعرفة في حد ذاتها كانت مفيدة له وكانت ستقوده للنضج الكامل ولم يكن فيها أي قصد لإذلال.
 لم يكن الاختبار الموضوع أمامه صعب ولا كانت التجربة أكبر من إمكانيته للتصدي لها.  هذا لأن الله كان قد وضع الإنسان في جنة فيها كل الخير والجمال بالإضافة للتمتع بحضور الله معه فلم ينقصه شيئاً.  أعطاه الله شريك حياة ليحيا معاً في سعادة غامرة وأعتبر الإنسان ممثله على الأرض.   بالنسبة للوصية فهي منعته عن أمر واحد فقط!  أعطاه أن يتمتع بكل شجر الجنة بأنواعها المختلفة ماعدا شجرة واحدة.  لكن السؤال يطرح نفسه: "لماذا"؟  هل كان هناك عيب في الشجرة؟ هل بخل الله على آدم فمنعه من ثمرة شهية أو من المعرفة؟ بالطبع العيب لم يكن في الشجرة فهي من صنع الله ولا يُعقل إن إله السخاء يكون بخيل وهو الذي أنعم على الإنسان ببركات لا حصر لها.   وكما قلنا من قبل فالإنسان مخلوق للمعرفة وكانت الحكمة الحقيقة متاحة له من خلال علاقته بإله المحبة.
إلا أن السؤال يبقى: لماذا هذا الاختبار تحديداً؟
كلمة "المعرفة" في الكتاب المقدس عادة لا تختصر على المعرفة الذهنية بل تشمل معان أعمق مثل الارتباط والاختيار والتحديد (تكوين 4: 1، عاموس 3: 2).  يبدو أن الكلمة في تكوين 3 تعني "الاختيار والتحديد" فشجرة معرفة الخير والشر ترمز لسلطة تحديد الخير والشر.  بالطبع الوحيد الذي له هذه السلطة هو الله نفسه فمنع الشجرة كان له هذه الرسالة من الله: لا تتعدى على سلطتي في تحديد الخير والشر. من سلطتك أن تحدد أسماء الكائنات الأرضية والطريقة المثلى للاستفادة منها لكن من سلطتي أنا أن أحدد نظام الكون الأخلاقي لأني أنا الله!"  
كيف حدثت التجربة
جاء الشيطان في شكل حية واقنع حواء أن تأكل من الشجرة.   يسميه الكتاب بعد ذلك "الحية القديمة" إشارة لدوره في التجربة (رؤية 12: 9، قارن 2 كورنثوس 11: 3، 14).  التكوين لم يشرح مصدر الشيطان لكننا نعلم من باقي الكتاب المقدس أنه كان ملاكاً باراً له منصب كبير بين الملائكة لكنه أراد أن يحل مكان الله نفسه (متى 4: 9-10).  صار عدواً لله عندما تمرد بإرادته الحرة!  الخطية بدأت في قلبه بقرار عصيان.  "من يفعل الخطية فهو من إبليس لأن إبليس من البدء يخطئ" (يوحنا الأولى 3: 8).  "ذاك كان قتالاً للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق.  متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له، لأنه كذاب وأبو الكذاب" (يوحنا 8: 44).  الشيطان هو مصدر الشر لذلك يلقبه الكتاب "الشرير" ولهذا السبب لا خلاص ولا رجاء له.  لم يسقط بإغراء من آخر لكن من تلقاء نفسه.
تكلم الشيطان لحواء مما في قلبه.  "فقالت الحية للمرأة لن تموتا بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر" (تكوين 3: 4).  قلبه ملآن ببغضة وحقد لله مع الرغبة أن يكون هو الله فنقل نفس هذا الفكر لحواء!  "لماذا تعيشين تحت سلطة هذا الإله الذي لا يريد ما هو لصالحك فيحاول أن يمنعك من الخير الحقيقي؟  لماذا لا تكتسبين سلطة تحديد الخير والشر فتكونين مثله؟"
غلطة حواء بدأت في الاستماع لطرف يشكك في كلام الله وصلاحه ثم امتدت التفكير في أراءه ثم الاقتناع بها ثم النظر للشجرة ثم اتخاذ قرار العصيان. يبدو أن آدم لم يكن معها في بداية التجربة فكانت غلطتها الإضافية إنها اتخذت قراراً مصيرياً بدونه.  ربما فكرت "لماذا لا وأنا سأكون كالله وأعيش كما أشاء؟".  في كل الأحوال أعطت لرجلها بعد ذلك فأكل هو أيضاً دون أن يغوى أي أنه أخطأ بتعمد (تكوين 3: 6، تيموثاوس الأولى 2: 14)!
نتائج العصيان
كانت نتائج قرار أبوينا كارثية سواء نظرنا للنتائج الأولية أو للنتائج بعيدة المدى.  من الواضح أنه فور قرارهم وقع عليهم خللاً روحياً ونفسياً كبيراً نتيجة تعثر الوحدة التي كانت لهم مع الله فرأوا كل شيء بنظرة مختلفة.  "فانفتحت أعينها وعلما أنهما عريانان.  فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر" (تكوين 3: 7).  كانا أبوينا في حالة براءة كاملة قبل العصيان تتسم بشفافية وانفتاح كاملين على الله وعلى بعضهما البعض.  لم يكن لديها شيء مستتر أو شيء يحتاجون إلى إخفائه.   لكنهما الآن فقدا هذه البراءة فشعروا بالخزي لأول مرة من عريهم.  لا يعني هذا أن الخطية الأولى كانت مرتبطة بالعري أو بالجنس لكنها (أي خطية الكبرياء والتمرد) أدت إلى إحساس بالذنب والضعف.   أدت أيضاً لحماقة روحية فحاولوا الاختباء من الله نفسه وسط شجر الجنة (تكوين 3: 8).
كان رد فعل الرب الإله مفاجئ فلم يفنيهما ولم يرفضهما رغم تحديهما لشخصه!  على العكس من ذلك جاء ليبحث عنهما لا لأنه كان يجهل مكانهما لكن ليظهر لهما حبه العظيم الذي شككهما فيه الشيطان.  "فنادى الرب الإله آدم وقال له أين أنت" (تكوين 3: 9) والهدف الحقيقي من السؤال هو استيقاظ إحساس في آدم أن حالته الجديدة أصبحت أقل بكثير مما كان عليه ومختلفة كثيراً عما وعد به الشيطان.  من أخطر نتائج الخطية أننا فقدنا القدرة على تقييم أنفسنا فنعاني من سلبيات الخطية مثل الإحساس بالخزي والخوف والوحدة لكن يصعب علينا الاعتراف بما سبب هذه الأمور.  فحاول آدم وحواء القاء اللوم عن الأطراف الأخرى فلام آدم امراته ولامت المرأة الحية ولم يكتفيا بهذا بل لام آدم الله نفسه إذ قال "المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت" (تكوين 3: 12-13)!  كانت المفارقة العجيبة أن كلماته الحقيقية لم تصفح عن الحقيقة! 
التصريح المفاجئ!
ومع أن اعترافهما كان اعترافاً معيباً وضعيفاً إلا أن الله خاطب الحية فوراً ولم يسألها عما فعلت كما سأل آدم وحواء ولم يمهلها فرصة للتوبة لأنها لن تتوب.  إنها بلا عذر فقد ارتكبت جريمة كبيرة دون تحريض من آخر!  أصدر الله حكماً على الشيطان في هذه الكلمات المحورية في تاريخ نعمة الله مع البشر:
أضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها.  هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه (تكوين 3: 15).
في هذا الحكم نرى محبة الله التي صممت على استرداد الإنسان الخاطئ ومعاقبة الشيطان الذي حرضه على الخطية.  فكان أول وأهم حكم إلهي بعد السقوط على مصدر الخطية نفسه: الشيطان.  كلمة "أضع عداوة بينك وبين المرأة" تعني أن الله سيحرر المرأة من تحالفها الخطير مع الشيطان فلن يتركها مستعبدة له.  في هذا نرى أول إشارة للخلاص في التاريخ ومنها نعلم أن الخلاص تحرير من عبودية الشيطان.  فالإنسان الذي خُلق ليكون عبداً لله صار عبداً للشيطان عندما تبع أكذوبته وتبنى أفكاره.  إلا أن الله لم يرد أن يترك صورته تتشوه وتهلك للأبد فتدخل برحمة ومحبة ونعمة لكي يعيد الإنسان لصورة المسيح التي كانت غايته من البدء.  يتطلب هذا كسر الوحدة المزيفة بين الشرير والبشر ليتمكن الإنسان من العودة للوحدة مع الله.
وعد الله أيضاً أن العداوة ستمتد بين نسل المرأة ونسل الشيطان.  كلمة "النسل" من الناحية اللغوية واللاهوتية تشير للفرد وللجماعة معاً.  فكل من صدق وعد الله بعد ذلك وعاش له صار "نسل المرأة" وكل من اختار أن يستمر في تمرد وضلال الشيطان صار نسله.  فالعداوة بين الطرفين ظهرت في عائلة آدم وحواء فعادى قايين أخاه لأنه –أي قايين—كان من الشرير في حين أن هابيل كان قد اخضع نفسه لوعد الله وعبده بإيمان حقيقي (1 يوحنا 3: 10-12).  أبغض قايين حياة هابيل البارة فقتله وهكذا عادى الأشرار كل الأبرار منذ ذلك الحين إلى اليوم.
إلا أن وعد تكوين 3: 15 يمتد لما هو أبعد من ذلك: "هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه" فالصراع بين شعب الله (نسل المرأة) والأشرار (نسل الحية) سيتمركز في صراع بين إنسان واحد بار يأتي من المرأة وبين الشيطان نفسه.  هذا الإنسان البار هو يسوع المسيح الذي وُلد من المرأة في ملء الزمان دون تدخل رجل.  "لأجل هذا أُظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس" (1 يوحنا 3: 8) ويهزمه شخصياً (يوحنا 12: 31).  كانت حياته كلها وأعماله بارة فلم يجد الشيطان أي مكان فيه رغم أنه حاربه منذ أول لحظة من خلال هيرودس الكبير ومن خلال تجاربه التي حاول استخدامها لإسقاطه هو أيضاً في العصيان.  ببره سحق المسيح الشيطان إلا أن دفع ثمناً كبيراً لأن التحرير من الخطية والشيطان لن يأتيا بسهولة فتحققت كلمة الله للحية "أنت تسحقين عقبه".  كما سنرى في مقال عن الخلاص فإن عصيان آدم أوقعه تحت عبودية الشيطان فتألم ابن الله في حياته ومماته لكي يحررنا من هذه العبودية ويسترد صورته فينا حتى ينتصر ملكوت الله في النهاية.
صدق آدم وعد الله فسمى امراته "حواء" (أم كل حي) لأنه اقتنع أن الله سيعطيهم الحياة من خلال نسلها (تكوين 3: 20).  "وصنع الرب الإله لآدم وامراته أقمصة من جلد وألبسهما" أي أنه عالج شعورهم بالخزي بطريقة أفضل من التي صنعوها لأنفسهما (تكوين 3: 21).  اقتنع أغلب الشراح أن ذكر جلد الحيوان هنا إشارة لفكرة ذبائح الخطية التي تقدم لإنقاذ الإنسان من فساده ليقف أمام الله بلا لوم. 
الإنسانية تتحمل نتائج العصيان
في أثناء الانتظار لقدوم النسل العجيب الذي سيحرر باقي إخوته بشكل حازم ونهائي ستتألم البشرية هي أيضاً بسبب الخطية.  المرأة عامة ستتألم في الولادة وفي تسيد خاطئ من رجلها (تكوين 3: 16) والرجل سيتألم لأن الأرض لن تنتج ثمارها مثل الأول فبداية الحياة وإعالتها صارا تحدين خطيرين للجنس البشري كله (تكوين 3: 17-19أ).  لعن الله الأرض بسبب آدم فلم تعود تخدمه بطريقة سلسلة وكاملة حتى تتحرر هي الأخرى من نتائج الفساد الإنساني (رومية 8: 18-22).  ومع أن الله حرر المؤمنين بشكل مبدئي من الخطية والشيطان إلا أنه نفذ عليهم وعلى الأشرار حكم الموت الذي كان قد هدد به إلى أن تتم عملية الاسترداد ويعود المخلصين إلى الجنة وإلى شجرة الحياة (تكوين 3: 19ب، 22-24).  أحقية الإنسان للحياة الأبدية بكل امتيازاتها لن يعود إلا بعد مجيء المخلص للعالم واستكمال عمله الفدائي.
ما هو ذنبي أنا؟!
اكتشف أبوينا أن الخطية التي سكنت فيهم وغيرت طبيعتهم الروحية أثرت أيضاً على أولادهما وأحفادهما.  هذا لأن الأولاد يتوارثون من والديهما صفات جسدية وروحية معاً.  وحتى إن كنا لا نعلم كيف يتم هذا بالتحديد، إلا أن الواقع يؤكده فيعترف المؤمن ويقول "هأنذا بالإثم صورت وبالخطية حبلت بي أمي" (مزمور 51: 5).  يقول الكثيرون "لماذا أعاني من خطأ آدم وحواء؟" والرد متعدد الأبعاد:
·         الجنس البشري مترابط فلا يعيش أي عضو بمعزل عن الباقي
·         جينات الوالدين تحدد كثير من شخصية وشكل الأبناء وحتى الأمراض التي سيصابون بها
·         هكذا قرارات الآباء والقادة عامة لها تأثير واضح في الحياة فحتى الذي يحتج على المبدأ سيؤثر على أولاده وأحفاده
·         الكتاب المقدس لا يطلب منا التوبة من خطية آدم وحواء لكن يطلب منا تصديق وعده بالخلاص والتوبة عن خطايانا الشخصية
·         هذا الترابط بين البشر هو الذي وراء الوعد بالخلاص في تكوين 3: 15 ولذلك يقول الإنجيل: "لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعل الكثيرون خطاة، هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيُجعل الكثيرون أبرارا" (رومية 5: 19).
·         علينا أن ننشغل بنعمة الله القوية ونطلب الخلاص لنا وللآخرين بثقة أنه في النهاية سنرى أن الله اختار أفضل الطرق لتوصلينا لمجده.
·         فكان لابد أن يكون الإنسان حر حتى وإن كانت التكلفة هي الخطية وسحق ابنه الحبيب.  رأى الله أن المحصلة في النهاية تبرر معاناة الوسيلة.
·         لو رفضنا خطة الله فبهذا نختار أن نستمر في ضلال الشيطان وليس لنا تفسير آخر عن مصدر الشر وإمكانية النجاة منه
·         لسنا أحكم من الله فلننتظر استكمال خطة محبته! 

أسئلة للدراسة والنقاش:
1.      اثبت أن جنة عدن لم تتمتع بمجد سماوي كامل
2.      اشرح ضرورة أن الإنسان كان يحتاج لنضوج روحي يأتي عن طريق خطوات عملية معينة
3.      اشرح لماذا منع الله أبوينا عن "شجرة معرفة الخير والشر"
4.      اذكر بعض نتائج النكسة الروحية التي حدثت لآدم وحواء
5.      هل كان وعد الله في تكوين 3: 15 متوقع
6.      هل بقي آدم في حالة التمرد على الله؟  اشرح
7.      لماذا تعاني البشرية كلها من الخطية الأولى؟









No comments:

Post a Comment