Monday, April 10, 2017

أسئلة لقادة الكنائس المصرية وللخدام بعد أحداث أحد السعف الدموية


لا بد الا تمر أحداث 9 أبريل في طنطا والاسكندرية على قيادات الكنائس المصرية  والخدام وقيادات الفكر المسيحي بمصر دون الاستفادة من دروسها.  فعلينا التضرع لله لسماع صوته في هذا الوقت العصيب لكي نفكر تفكيراً كتابياً  صحيحاً وموضوعياً بلا تشويش وبلا البحث عن المصالح.  علينا أن نعرف من الرب ما هي الدروس التي ينبغي أن نتعلمها.  ما نقوله في هذه الفترة يؤثر على أعداد كبيرة من الناس وقد يبنيهم في إيمانهم أو – مع الوقت—يدمرهم حتى لو لم نقصد ذلك.  علينا أن نفكر بحرص طالبين من الرب أن ينقذنا من أفكار مغلوطة ربما اعتدنا ترديدها في الماضي.   يجب علينا أن نتشاور لكي نتعلم من الحكمة المعطاة لبعضنا البعض ولكي نوحد صوتنا قدر المستطاع. هذا ليس وقت الكبرياء ولا الاستعراض.

من هذا المنطلق أريد أن اسأل عدة أسئلة لنا كقادة لا لأنني أعرف بالتأكيد كل ما يريد الرب قوله لكنني مشغول بها:

1.     هل حان الوقت لنقول الحقيقة....لنقول أن المسيحيين مضطهدين في مصر؟  في آخر 4 شهور مات 88 مسيحي في القاهرة والعريش وطنطا والاسكندرية. 

2.     هل من العدل أن ننفي الاضطهاد بحجة أن الأرهاب يضرب الآخرين أيضاً؟  لو كان الإرهاب أعمى كما يزعم البعض لكان ضرب في كل الأماكن الدينية لكنه لم يفعل ذلك.

3.     هل نريد أن نقول كلام ترضى عليه السلطة لنربح المصالح منها أم نقول الحق....أو على الاقل نصمت إن كنا غير شجعاء.

4.     هل حان الوقت لنهيأ شعبنا للإضطهاد ونوقف نبرة "الرب جاي ومصر كلها هتعرفه"؟ من أين تستقون هذه التعاليم؟  لا تتحجج بإشعياء 19 قبل أن تدرس الإصحاح جيداً ولا تستغل النص لتعطى تسكين مزور وطمأنينة زائفة للناس. أفضل المفسرون يرون أن الإصحاح يتكلم بطريقة مجازية (مثل إشعياء 11) عن ممكلة المسيا المنتظر التي ستتوسع لتشمل الأمم ولا إسرائيل فقط.  يقول المفسرون أن المقصود من الإصحاح التأكيد على أن في عصر المسيا أعداء الله القدامى (ممثلين في مصر جنوباً وأشور شمالاً) سيدخلون ملكوته ويتصالحون مع شعبه.  المقصود ليس مصر وأشور فقط بل كل الأمم لأن المسيح جاء لجميع الأمم حسب وعده لإبراهيم في تكوين 12: 3 وكما نرى في المأمورية العظمى في متى 28: 18-20 وأماكن كثيرة. 

لا تفسر إشعياء 19 حرفياً إلا إذا أجبت على هذه الأسئلة:
·        لماذا أخص الله مصر وأشور وإسرائيل (عدد 24)؟ الا يهتم بباقي الأمم؟
·        هل يوجد محاباة عند الله؟ الكتاب يقول لا (رومية 2: 11)
·        أين المدن التي تتكلم لغة كنعان في مصر؟!
أحبائي مصر وأشور وإسرائيل يمثلون كل الأمم ولا وعد خاص لهؤلاء الثلاثة.  لو كان هناك وعد خاص لهم لكنا سمعنا شئ عنه في العهد الجديد لكن الإنجيل صامت تماماً لأن الرسل فهموا التفسير الصحيح.

5.     ألم يأتي الوقت أن نتوقف عن تخدير الناس بوعود مشكوك فيها وشعارات رنانة ونؤهلم للتألم والاضطهاد؟  متى كانت أخر مرة درست فيها تعليم العهد الجديد عن الاضطهاد؟ متى وعظت عن ذلك؟  حضر الرسل كنائسهم للاضطهاد.  انظر مثلاً أعمال 14: 21-22 ورسائل بولس وبطرس والعبرانيين بالاضافة لتعليم السيد نفسه في البشائر. الراعي الأمين يقدم الحق مهما كان صعب ولا يكيف رسالته حسب رغبة المستمع.

6.     علينا استيعاب أن "النصرة" في الإنجيل تأتي عن طريق الألم والشهادة حتى الاستشهاد:  "وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت" (رؤيا 12: 11).

7.     ألم يأتي الوقت أن نتكلم كما تكلم الكتاب وبالذات العهد الجديد؟  كفاية كلام عن "الأجواء الروحية" ونبوات كاذبة عن مصر وعن المستقبل.  اشغل نفسك بالحق ولا بالأوهام.  بالتأكيد الحق لن يكسبنا الشهرة مثل الأوهام لكن علينا أن نتيقن أننا سنعطى حساباً على خدمتنا وعلى دوافعنا.  فهل دافعنا الشهرة؟ هل نريد جذب الناس والأموال لأهدافنا الخاصة؟ أم دافعنا تمجيد المسيح عن طريق ربح الناس وبناء إيمان شعب الله؟

8.     السؤال الأخير سؤال صعب للغاية:  هل نشجع الناس على الحضور في الكنائس في ظل تكرار هذه الأحداث؟  أم نفعل ما فعلته الكنيسة الأولى والكنيسة في الصين؟  جاوب بحكمة وشجاعة.

من المؤكد أننا سنعطي حساباً....لا تنسى هذه الحقيقة....كل نفس أهملناها وكل نفس دمرناها لأننا وعدانها بأمور لم يتكلم بها الرب أو إننا أهلمنا إعدادها وتملذتها بحسب تعليم الإنجيل.

إننا في وقت حساس ونحن مسئولين قدام الله والتاريخ أن نقف في الثغر لمجد الله ولصالح شعبه المتألم ومن أجل ربح النفوس. علينا أن ندرس ونصلي ونتحاور حتى نعرف مايريد الرب قوله في هذا الوقت.

دعونا نصلي من أجل بعض لأن معركتنا واحدة.