Monday, April 20, 2015

الثالوث



يمكنك قراءة أو تقديم هذا المقال على مراحل  لطوله وأهميته.

تؤمن المسيحية بإله واحد خالق الكون كلي القدرة والمعرفة لا يعسر عليه أمر ولا إحصاء لفهمه.  لا بداية لهذا الإله ولا نهاية فهو من الأزل إلى الأبد لا يتغير.  الله يحكم الكل ويعلم كل الأشياء حتى القرارات الحرة للبشر والملائكة.  من خلال نظام وجمال الكون حوله يستطيع الإنسان أن يعلم بعض الأمور عن هذا الإله الواحد إلا إننا كجنس بشري شوهنا هذه الحقائق لكي نعبد ما هو ليس إله (رومية 1: 19-23).

إلا أن الله الحقيقي كامل في البر والعدل والصلاح.  بره هو مقياس كل بر وصلاحه مرجعية كل صلاح.  لا يستطيع أن يفعل أي شيء مناقض لطبيعته المقدسة (تيطس 1: 2).  لذا تسبحه الملائكة ليلا ونهاراً صارخين "قدوس، قدوس، قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض" (إشعياء 6: 3).   الله روح ويسكن في نور عظيم فلم يراه أحد إلا في شخص ابنه كما سنشرح (يوحنا 1: 18، 4: 24، تيموثاوس الأولى 6: 16).

الله محبة (يوحنا الأولى 4: 8) وهذه المحبة لا تتعارض مع أي من صفاته الأخرى.  الكتاب المقدس لم يقل فقط إن الله يحب بل إنه محبة أي إن المحبة طبيعته ولا يستطيع أن يفعل شيء ضد هذه الطبيعة.  حتى الدينونة التي ينفذها على الأشرار غير التائبين ليست ضد المحبة.  كل أعمال الله عادلة ومحبة في آن واحد.

إن كانت المحبة هي طبيعة الله فهناك سؤال هام للغاية: كيف مارس الله محبته قبل أن يخلق العالم؟  هل كانت محبته عاطلة ودفعته لصناعة مخلوق يحبه؟  إجابة الكتاب المقدس واضحة ومذهلة: لم تكن محبة الله عاطلة بل كان يمارسها بالفعل منذ الأزل! كيف كان هذا ولا يوجد مخلوقات قبل الخلق؟  الإجابة ظهرت عندما تعمد يسوع المسيح في نهر الأردن وسُمع صوت الآب قائلاً "هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت" (متى 3: 17).  الله يحب ابنه منذ الأزل! 

كيف يكون الله واحد وله ابن؟

الله روح وبطبيعة الأمر لا ينجب ابناً لكن لديه "ابن" منذ الأزل!  هذا الابن مشترك في جوهر الآب ولا ينفصل عنه (يوحنا 10: 30، 14: 10).  هناك أماكن كثيرة في الكتاب المقدس تؤكد لنا أزلية وجود الابن ولاهوته الكامل منها الآتي:

·         مزمور 110: 1 "قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك".  من اللافت أن هذه الكلمات كتبت قبل ميلاد المسيح وقبل الإعلان الواضح عن الثالوث.  تفسير الآية أن الله الآب قال هذه الكلمات لابنه وهذا تم وقت صعود المسيح.
·         يوحنا 1: 1 "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله".  في هذه الآية يُطلق على الابن لقب "الكلمة" لأنه هو الذي يعلن الآب.  يقول الكتاب إن الكلمة "موجود" في البداية لأن لا بداية له ويضيف في 1: 3 إن الخلق تم بواسطته.  (في الأصل "الكلمة" مذكر).
·         يوحنا 1: 18 "الله لم يراه أحد قط.  الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر".  في هذه الآية نتعلم عدة أمور هامة:
o       لقب "الله" في العهد الجديد عادة يشير للآب
o       كلمة "الوحيد" تعنى "الفريد، الوحيد من نوعه" هذا لتمييز يسوع المسيح عن أبناء الله الآخرين فيطلق على الملائكة لقب "أبناء" (أيوب 1: 6) وعلى المؤمنين أيضاً (غلاطية 4: 6).  فكل الأبناء الآخرين مخلوقين ولكن يسوع المسيح هو الابن بمعنى أعظم لا مثيل له إذ هو غير مخلوق بل كائن منذ الأزل.
o       "الذي هو في حضن الآب" يشير للعلاقة الحميمة بين الآب والابن التي لم ولن تنقطع في أي لحظة.
o       "هو خبر" أي أنه ككلمة الله يعلن الآب للآخرين كما قال لتلاميذه "الذي رآني فقد رأى الآب" (يوحنا 14: 9).
·         يوحنا 20: 28 "أجاب توما وقال له ربي وإلهي! قال له يسوع لأنك رأيتني يا توما آمنت! طوبى للذين آمنوا ولم يروا."  تصريح واضح من توما إن المسيح ربه وإلهه وقد قبل المسيح هذا الاعتراف دون اعتراض أو تصحيح.
·         عبرانيين 1: 8 "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور".  انظر أيضاً باقي الإصحاح الأول من رسالة العبرانيين للتأكيد على إن المسيح هو الله وهو الخالق.
·         أما التصريح الموجود في مزمور 2: 7 "أنا اليوم ولدتك" فهو يشير لقيامة المسيح وليس له علاقة ببداية وجود مزعومة أو حتى بميلاده من العذراء. فسر الرسول بولس الآية في أعمال 13: 32-37 وعلم أنها تمت في القيامة.  كانت مناسبة تتويج الملك في العصور القديمة يوم "ولادته" وهذا ما تم ليسوع كابن الإنسان يوم القيامة
هل الأب هو الابن؟

الآب يُعلن في الابن لكنه ليس الابن!  صحيح الابن لا ينفصل عن الآب لكنه ليس الآب.  رفضت المسيحية منذ القرون الأولى فكرة أن "الآب" و "الابن" و "الروح القدس" مجرد القاب للإله واحد أو مجرد أدوار.  هذا لأن الإنجيل لا يسمح لهذه الفكرة بل يعلن بكل صراحة الآتي:

·         أن الآب يتحدث للابن مثل ما حدث في معموديته وفي التجلي (متى 3: 17، 17: 5)
·         الابن يتحدث للآب في صلاته كما نرى في إصحاح كامل (يوحنا 17) وفي مواضع أخرى.  يسوع المسيح يوجه صلاته لنفسه!
·         أن الآب أرسل الابن للعالم (يوحنا 3: 16، 34) فهو لم يرسل نفسه!
·         أن الابن يتكلم عن نفسه وعن الآب بصيغة الجمع (يوحنا 14: 23)!

من هو الروح القدس؟

هو روح الله غير مخلوق وأزلي مثل الابن.  ليس هو بملاك بل كان في البدء واشترك في خلق الكون (تكوين 1: 2).   كما الآب والابن هكذا الروح القدس يتكلم بسلطان إلهي كما نرى في أعمال 13: 1 "افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه".
الخطية تحزنه (أفسس 4: 30) وترتكب في حقه (أعمال 5: 3-4) فهو الله بالمعنى الكامل.

العلاقة بين الآب والابن والروح القدس

العلاقة بينهم علاقة محبة أزلية تفوق الوصف.  كل منهم يريد أن يمجد الآخر (يوحنا 16: 14، 17: 1).  فهناك شركة وفرح في الله نفسه وهذا يفسر لنا حقيقة أنه مكتفي بذاته ولم يحتاج للمخلوقات لكي يتمجد أو لكي يعيش المحبة.  العلاقة الداخلية بين الآب والابن والروح تعلمنا معنى الشراكة والمحبة بيننا كبشر. هذا لأنه عندما خلق الله البشرية خلقها مترابطة لتعكس صورته ولكي تعيش هي أيضاً حياة الشراكة والمحبة.   الشراكة الحقيقية تعني أن كل طرف يقوم بدوره لمجد الآخرين.  كل إنسان يحمل الطبيعة البشرية الكاملة لكنه لا يعيش بمعزل عن باقي البشر.   هذا لأن كل إنسان له دور هام في الحياة لكن ينبغي أن يقوم به في شراكة مع الآخرين.  هكذا نكون مثل الله لأن كل من الآب والابن والروح القدس يحمل الطبيعة الإلهية كاملة لكنه غير منفصل عن الآخرين بل يعيش ويعمل معهم لمجدهم.

مرة أخرى نقول إن الآب والابن والروح القدس هم إله واحد—جوهر واحد—وليسوا ثلاثة آلهة.  لو كانوا ثلاثة آلهة لكنا رأينا تناقض في صفاتهم وأعمالهم مع وجود احتمالية النزاع كما نقرأ في الأساطير الوثنية فكانت الآلهة تتنافس وتتحارب.  لكن الثلاثة يشتركون في نفس الصفات تماماً وكل ما يفعلونه يتم في وحدة وانسجام كاملين.  فالآب محبة تماماً مثل الابن والروح القدس.  الابن بار تماماً مثل الآب والروح، الخ.  كل منهم يقوم يتضافر تماماً مع أدوار الآخرين (انظر أدناه).

ما هي أدوار الآب والابن والروح القدس؟

الآب يعمل أعماله بالابن وفي الروح أي بواسطة الابن وبقوة الروح القدس.

·         الآب هو المبادر في الأعمال الإلهية:
o       هو الذي خلق كل الأشياء: "الآب الذي منه جميع الأشياء" (1 كورنثوس 8: 6).
o       هو الذي تكلم عن طريق الأنبياء (عبرانيين 1: 1)
o       هو الذي باركنا بكل بركة روحية واختارنا قبل تأسيس العالم (أفسس 1: 3-4)
o       هو الذي أرسل يسوع المسيح إلى العالم (يوحنا 4: 34)
o       هو الذي وضع عليه إثمنا (إشعياء 53: 6)
o       هو الذي أقامه من الأموات ورفعه (أعمال 2: 24، فيلبي 2: 9)

·         الابن هو الوسيط الذي تتم عن طريقه أعمال الآب (1 تيموثاوس 2: 5 لا تنسى أن كلمة "الله" أو "إله" في العهد الجديد هي إشارة للآب في أغلب الأحيان)

o       الآب خلق كل الأشياء بواسطة الابن: "لكن لنا إله واحد الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له. ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به" (1 كورنثوس 8: 6).   فالآب خلق الكون من خلال الابن الذي هو كلمته (يوحنا 1: 3).  يوضح لنا الكتاب المقدس أن الله خلق العالم بكلمته ليس فقط كأمر بل أيضاً كحكمة (انظر تكوين 1: 3، أمثال 3: 19-20، إرميا
o       الآب كلمنا من خلال ابنه (عبرانيين 1: 2)
o       الآب باركنا وخلصنا من خلال ما فعله يسوع المسيح لنا في حياته وموته وقيامته
o       قال المسيح: "طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني" (يوحنا 4: 34)

·         الروح القدس يمثل القوة المنفذة لأعمال الآب والابن

o       الخلق تم بقوته (تكوين 1: 2، مزمور 104: 30)
o       الآب يكلمنا في المسيح الكلمة وعن طريق الروح القدس الذي يأتي بالكلمة إلينا.  كما رأينا في المقال الأول الله أعطانا الوحي عن طريق الروح القدس.  فالآب هو المتكلم والابن هو الكلمة أما الروح القدس هو الصوت الذي يحمل الكلمة لنا.  الروح القدس يشبه بالريح لأنه قوي وصوته مسموع لكنه لم يُرى (يوحنا 3: 8—من الملفت أن كلمة "روح" و "ريح" هي نفس الكلمة في لغات الكتاب الأصلية).  لولا الصوت الذي يأتي عبر الريح لن نسمع كلمة الآب!  فالروح أوحى الكتاب المقدس وهو أيضاً الذي يكلمنا من خلاله حتى نؤمن.
o       الروح القدس اشترك في عمل الآب الخلاصي الذي يتم عن طريق الابن
§         حُبل بالمسيح بقوة الروح القدس (لوقا 1: 35)
§         مسح الآب يسوع بالروح القدس ليعمل أعماله وهذه إشارة لما تم وقت المعمودية (لوقا 3: 22، 4: 1، 14، أعمال 10: 38)
§         قدم المسيح نفسه للآب عن طريق "روح أزلي" وفي أغلب الظن هذه إشارة للروح القدس (عبرانيين 9: 14)
§         أقام الآب المسيح من الموت بقوة الروح القدس (رومية 1: 4، 8: 11)
§         نحن نولد الميلاد الثاني بعمل الروح القدس فنصير أولاد الله (يوحنا 3: 5، رومية 8: 14-16)
§         إذا نرى أن كل بركات الخلاص التي باركنا بها الآب وربحها المسيح لشعبه تأتي لنا عن طريق الروح القدس

هل مفهوم الثالوث مفيد لنا؟

كثيراً ما نسمع من المسيحيين الذين يعيشون في منطقتنا أن مفهوم الثالوث صعب وغامض.  يقولون هذا بسبب الضغط من التعليم الإسلامي الذي يرفض مفهوم الثالوث وإن كان تصور الآخر للثالوث غير صحيح فهو يتصور إن المسيحية تعبد ثلاثة آلهة هم الله وعيسى ومريم وهذا أبعد ما يكون عن الحق. 

قبل أن نسأل عن شرح الحقيقة للآخر يجب أن نفهما ونعيشها.   بالنسبة للمسيحيين الأوائل هم نظروا الحقيقة وعاشوها قبل أن تصاغ لهم.  فهم كانوا مؤمنين بإله واحد كما علمهم العهد القديم: "اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد" (تثنية 6: 4).  عندما رأوا يسوع المسيح وعاصروا حياته وتعالميه وشهدوا موته وقيامته وارتفاعه للسماء اقتنعوا أنه الرب وعبدوه.  أيضاً لأنهم سمعوا صوت الآب من السماء استطاعوا التمييز بينه وبين الرب يسوع.  ثم اختبروا انسكاب الروح القدس عليهم الذي كان قد وعد به الرب يسوع فعرفوا أن يميزوا بينه وبين الآب والمسيح ومع ذلك لم يروا أي تناقض بين هذا الواقع وتعليم العهد القديم.  لقد تطور فهمهم للإله الواحد حتى أدركوا إن وحدانيته وحدانية جامعة.  صحيح أن الله كان قد أعطى بعض التلميحات عن الثالوث في العهد القديم لكن الإعلان الواضح لم يبدأ إلا في معمودية السميح ولم يتم إلا في يوم الخمسين بعد الصعود.

هذه المعرفة الجديدة أعطت قوة لحياة وخدمة المسيحيين الأوائل.  أدركوا الله بطريقة أعمق فعرفوا أن لهم الآب في السماء ولهم الابن الذي تضامن معهم ولم يستحي أن يدعوهم إخوة (عبرانيين 2: 11) ولهم الروح القدس الساكن فيهم ليرشدهم.  الله لنا (الآب) والله معنا (الابن) والله فينا (الروح القدس) إله واحد.

عرفوا أيضاً أن يسوع المسيح أعطاهم قدوم للآب وفتح طريقاً حياً جديداً لمحضره المقدس (يوحنا 14: 6، عبرانيين 10: 19-22) وأن الروح القدس هو الذي يمكنهم من الصلاة والعبادة للآب (أفسس 2: 18، غلاطية 4: 5).  فعرفوا أن العبادة لا تحتاج للهيكل بل للروح والحق (يوحنا 4: 24).

فوجدوا مفهوم الثالوث مفيد جدا لهم حتى وإن كان مصطلح "الثالوث" غير معروف لهم في القرن الأول.   نحن أيضاً علينا أن نفرح في إلهنا هذا ونشكره لأنه لم يُخفي هذه الحقيقة المفرحة التي بدونها لما كنا فهمنا الله ولا عمله لنا ولا علاقته بينا.

أما عن غير المؤمنين فلا يجوز أن يبدأ حوارنا معهم حيث انتهى إيماننا!   تلاميذ المسيح لم يستوعبوا هذه الحقيقة إلا بعد القيامة ويوم الخمسين رغم أنهم كانوا يعرفون العهد القديم وكانوا قد عاشوا مع المسيح لمدة ثلاثة سنين.   فلماذا نطلب من غير المؤمنين أن يقبلوها في أول الأمر؟  علينا أن نبدأ كرازتنا بتوجيه نظر "الآخر" لحياة المسيح وتعاليمه وأعماله.  الذين يسمعوننا سيؤمنون بالرب يسوع المسيح عندما ينير الروح القدس عقولهم لأن "ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس" (ا كورنثوس 12: 3).  فعلينا أن نصبر ولا نلجأ لإيجاد شرح فلسفي للثالوث يصعب على الجميع فهمه.  لو سألنا الآخر عن إيماننا بالثالوث علينا أن نقول بكل محبة واحترام: "نحن نؤمن بالله واحد ولا بثلاثة آلهة.  عليك أن تقرأ الكتاب المقدس وتطلب من الله أن ينير عينيك لكي تفهم من هو يسوع المسيح ومن هو الروح القدس".


أسئلة للدراسة والنقاش:

1.      هل رأى أحد الآب بطريقة مباشرة؟  اشرح اجابتك
2.      لماذا تدفعنا حقيقة أن "الله محبة" للإيمان بالثالوث؟
3.      قدم دلائل على أن الابن ليس ابن لله عن طريق الولادة البشرية
4.      كيف تتميز بنوة يسوع المسيح عن بنوة الملائكة أو البشر
5.      ماذا تعني الآية في مزمور 2: 7 "أنا اليوم ولدتك"؟
6.      قدم 3 دلائل على أن الآب ليس الابن
7.      ماذا نتعلم من علاقة الآب والابن والروح القدس بالنسبة لعلاقتنا مع أخوتنا في البشرية وفي الكنيسة؟
8.      كيف نعلم أن الروح القدس غير مخلوق؟
9.      ميز بين الثالوث والاعتقاد بثلاثة آلهة
10.  ميز بين دور الآب ودور الابن ودور الروح القدس في خلاص البشرية
11.  هل ترى أن إعلان هذه الحقيقة مفيد لنا؟ لماذا؟
12.  هل يستطيع غير المؤمن أن يفهم الثالوث؟  اشرح اجابتك








No comments:

Post a Comment