Saturday, April 7, 2018

قيامة المسيح حل اليأس واللامعنى



كانت "الرواقية" مسيطرة على الفكر الثقافي في العالم الروماني وقت المسيح.  من بين تعاليمها الكئيبة أن العالم والله واحد فلا يوجد إله يحب ويتعامل مع البشر.  الكون يمر بسلسلة "إعادات" للأبد فلا بداية للكون ولا نهاية ولا معنى أو هدف.  حياتنا محكومة بالقدر الأعمى وما علينا إلا قبول الواقع وعدم التأثر بالأمور بطريقة مبالغ فيها.  بالنسبة لهم قيامة الجسم فكرة مستحيلة لأن الجسم "سجن" الروح ويجب التخلص منه.  إلي حد كبير هذه 
الفلسفة اليونانية شبيهة بتعاليم الهندوسية والبوذية.

جاءت المسيحية وخاصة إعلانها أن يسوع المسيح قد قام من الأموات كقنبلة ذرية دمرت الرواقية مع الوقت.  فالقيامة ادخلت حقائق هامة للمجتمع كانت ضد التيار تماما:

·        الجسم الإنساني ليس شرير:  إن الله خلقه والآن يبدأ عملية استرداده في المسيح

·        الإله الذي أقام يسوع من الأموات هو إله واع بذاته ومهتم بالبشر (وهو ليس الكون الأعمى!)

·        لهذا الإله خطة لها بداية في آدم وتصل ذروتها في المسيح ونهايتها عندما يعود مرة ثانية ويقيمنا نحن.

·        لذلك حياتنا لها معنى وقيمة والكون والتاريخ لهما معنى وهدف!

انظر رسالة بولس الرسول لأهل كورنثوس الإصحاح 15 خاصة الأعداد 20-28 و 50-58.  كانت كورنثوس مدينة يونانية وكان بعض المسيحيون متأثرون بخلفيتهم الثقافية فكان لابد أن يصحح الرسول أفكارهم.
من خلال هذه الأخبار السارة دخل الفرح لحياة الكثيرين في القرون الأولى وعلى مر التاريخ.  إله المسيحية أعطى الناس إحساس بالإنتماء والحب والدفئ إضافة لغفران الخطايا وحياة أبدية.  للأسف الشديد عاد المثقفون في آخر 200 سنة للأفكار اليونانية فتبنوا نظرية "اللامعنى".  هذا بسبب الحادهم ورفضهم لصليب المسيح وقيامته. شعروا أن هذا سيعطيهم "الحرية" لكن كانت النتيجة دمار على المستوى الشخصي والحضاري. 
عزيزي الاختيار أمامك واضح:  إما أن تؤمن بمن مات من أجلك وقام فتدرك أن حياتك لها هدف.  أو أنك ترفض موته وقيامته وتعيش تائه في عالم بلا معنى ولا قيمة ولا سعادة.  كل سنة ونحن عائشون في المسيح المقام.