Wednesday, November 4, 2015

هل بدأ المسيح ملكه؟

نعم، المسيح يملك من صهيون السماوية منذ صعوده إلى يمين الله الآب!

هذا واضح كل الوضوح من مزمور 110: 1-2 وتفسير العهد الجديد لكلماته.

قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك
يرسل الرب قضيب عزك من صهيون. تسلط في وسط أعدائك

أوضح الرسول بطرس يوم الخمسين أن جلوس المسيح عن يمين الآب تم فعلياً عند صعوده للسماء:
وإذ ارتفع بيمين الله، وأخذ موعد الروح القدس من الآب، سكب هذا الذي أنتم الآن تبصرونه وتسمعونه لأن داود لم يصعد إلى السماوات. وهو نفسه يقول: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك (أعمال 2: 33-35).

الجلوس هنا يشير إلى المُلك وهذا واضح من مزمور 110: 2 "تسلط".  واضح أيضاً إن هذا المُلك لا يعني إن إخضاع الأعداء قد تم بشكل نهائي بل هو تمهيد لإخضاع الأعداء.  "تسلط في وسط أعدائك".  الأعداء موجودون حتى الآن لكن الملك يسوع جالس على كرسيه حتى يخضعهم الآب تحت رجليه.

أحبائي نتعلم من هذا إن مخلصنا منتصر ومالك الآن وبسبب ذلك انتشر الإنجيل منذ ذلك الزمن لكل مكان في العالم.  هذا الكلام لا يحتاج لملك ألفي لكي يتحقق إذ أنه متسلط الآن....

وأيضاً يعمل بقوة الآن... "يرسل الرب قضيب عزك من صهيون". هذا الكلام لا ينطبق على المستقبل بل على الحاضر لأن الملك يسوع المسيح يملك الآن من صهيون السماوية ومن هناك يخرج قضيب عزه.  أي أن قوته تمتد في كل مكان من عاصمته أورشليم السماوية.  فسر الرسول بطرس هذا في نفس العظة المشار إليه سابقا (أول عظة بعد الصعود): "وإذ ارتفع بيمين الله، وأخذ موعد الروح القدس من الآب، سكب هذا الذي أنتم الآن تبصرونه وتسمعونه" (أعمال 2: 33).

يسوع الملك ينفذ خطته عن طريق الروح القدس في كل مكان.  من خلال الروح يخضع أعداءه فيأتون إليه كما حدث يوم الخمسين.  أحيانا عمله واضح بطريقة علنية لكن في أغلب الأوقات العمل مستتر. 

العهد الجديد يؤكد هذه المعاني عندما يتحدث عن أورشليم السماوية ليس فقط في المستقبل لكن الآن أيضاً:

لأن هاجر جبل سيناء في العربية. ولكنه يقابل أورشليم الحاضرة، فإنها مستعبدة مع بنيها وأما أورشليم العليا، التي هي أمنا جميعا، فهي حرة (غلاطية 4: 25-26).

في الأصل اليوناني الرسول بولس يستخدم فعل الكينونة المضارع مرتين في عدد 26 أي أن أورشليم العليا حرة الآن ونحن أولادها ومواطنيها الآن.  يضع بولس عاصمة الملك السماوية في مقابلة مع أورشليم الأرضية المستعبدة فيقول لنا "لا تنظر للمدينة الأرضية بل إلى تلك التي لها أساسات التي صانعها وبارئها هو الله".
ما يؤكد هذه المعاني أيضاً كلمة المسيح الملك لكنيسته فيلادلفيا: 

واكتب إلى ملاك الكنيسة التي في فيلادلفيا: هذا يقوله القدوس الحق، الذي له مفتاح داود، الذي يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح (رؤيا 3: 7).

الملك الذي يحكم أورشليم لابد أن يكون من نسل داود الذي وعده الرب أن نسله يجلس على كرسيه للأبد (مزمور 89: 29، 35).  بالفعل وُلد يسوع من عائلة داود وبالفعل تسلم "مفتاح" السلطة والمُلك عندما قام من الأموات وصعد إلى أورشليم السماوية:

فتقدم يسوع وكلمهم قائلا: دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر. آمين (متى 28: 18-20)

فاستلم الرب يسوع سلطته الملكية كابن داود عندما قام وصعد ولذلك أمرنا أن نتلمذ الأمم واثقين من النجاح ومن معيته لنا إلى انقضاء الدهر الحالي.  إنه يمد لنا "قضيب عزته" ونحن عاملون معه في حقله.  أيضاً له سلطة حتى على الأعداء الذين لا يؤمنون فيعد الكنيسة في فيلادلفيا أنه يفتح لهم باباً لا يستطيع أحد أن يغلقه وأنه سيجعل أعداءهم يسجدون أمامهم (رؤيا 3: 8-9).  ثق أن ملكك ليس بضعيف!  إنه يملك وسط أعدائه.
من الملفت أنه في نهاية رسالته إلى فيلادلفيا يذكر مدينته أورشليم السماوية التي يملك منها (رؤيا 3: 12).
وعود العهد القديم عن ملك المسيا بدأ تنفيذها فعلياً لحظة القيامة ولو بطريقة لم يتوقعها اليهود.  لا تخف أيها المؤمن مسيحك يملك من المدينة السماوية ويرسل لك القوة لكي تخبر به وتشترك مع إخوتك في تلمذة الأمم له.  إنه يبني الكنيسة الحقيقية بطريقته وعندما ينتهي من ذلك سيأتي بقوة ليبيد ما تبقى من مقاومة وعندئذ يُستعلن ملكه ويظهر مجده أمام الجميع.  عندئذ أيضاً تظهر المدينة السماوية بكل مجدها.  أمين تعالي يا رب يسوع.


No comments:

Post a Comment